الجمعة، 25 فبراير 2011

نبيل فياض: الإلحاد الأخلاقي والأديان اللاأخلاقيّة


الإلحاد مبدأ وحداني، والأديان تعددية، إن لم نقل وثنية. الإلحاد واحد: لا وجود للإله، لأي نوع من الآلهة. والإنسان جاء إلى الكون عبر عملية بيولوجية طويلة معقدة، لا أميل إلى وصفها بالارتقاء. الأديان تعددية. كلّ دين يزعم أن لديه تصوراً لإله يخصّه. وكل دين يزعم أيضاً أن تصوره للإله هو الأصح، والأكثر تلبية لمقولات " العقل "! لا يختلف الملحدون فيما بينهم حول لا شكل الإله، لأنه ببساطة غير موجود؛ بالمقابل، لا تختلف الأديان فيما بينها حول إذا ما كان الإله واحداً أم أكثر فحسب، بل تختلف حتى الأديان التي تعتبر أن لا وجود إلا لإله أوحد فيما بينها حول شكل هذا الإله ونمط عيشه. لا يتقاتل الملحدون فيما بينهم حول أحقيّة هذا التصوّر للإله أو ذاك؛ في حين يقتل المتدينون أحدهم الآخر لأنه خالفه في تصوّره لإله يعرف القاصي والداني أن الأدلّة عليه ظنيّة.

يجب أن ينتهي عصر الأديان: الأديان استهلكت ذواتها في عصر علت فيه – كما يفترض – حقائق العقل على مزاعم الغرائز. بلغتنا الدوائيّة: الـ expiry date للأديان انتهى منذ أمد طويل؛ لذلك صارت أضرارها أكبر بكثير من فوائدها، إن بقي فيها فوائد أصلاً. جاؤوا لإكمال مكارم الأخلاق؟ كلام خرافة يا أم عمرو! فبعد أن قتلوا الرجال واستحلوا الأموال والنساء واستعبدوا الأطفال تحت عناوين مقدّسة مريعة، هاهم اليوم يستديرون إلى أنفسهم – الآخر غير المتدين محمي بقوة العقل والتكنولوجيا – بانقسامات غبية، ليتقاتلوا حول مسائل لا يقبل بها منطق أو عقل. – هل سمعتم بدولة اسمها لبنان؟ أو مجموعات بشرية اسمها العراقيون؟

ليس الإلحاد مسألة سهلة: إنه يحتاج إلى جهد هائل إن على صعيد التنمية المعرفيّة أو على صعيد التغلّب على القيود الداخلية الموروثة أو المكتسبة. وقناعتي الشخصيّة، أنه حتى نيتشه، الذي قد يعتبره بعضهم نبي الإلحاد الأبرز، لم يستطع أن ينكر بالمطلق وجود الله. أنكر نيتشه أن تكون ثمة واسطة للتواصل مع الإلهي، لكني لم أشعر قط أنه أنكر الإلهي ذاته. ربما فويرباخ، الرقم الأصعب في تاريخ الإلحاد العقلاني اللاشعري، كان أول من أدلج رفض وجود الله بطريقة فلسفية. وجاء بعده من ثم ماركس والشيوعيون. فرويد، من ناحية أخرى، رفض الإله من منطلق آخر، وإن لم يبتعد كثيراً عن التأمل الفلسفي، لكني لم أشعر يوماً أن رفض فرويد للإله كان واضح السمات دون أي التباس.

الأديان، دون أي التباس، مسألة بيئة ومحيط. كيف؟ أذكر من تجاربي الكثيرة بين أتباع الأديان، أن ثلاثة رجال من أديان مختلفة، الأول لبناني ماروني، الثاني دمشقي إثنا عشري، والثالث يهودي سوري أرثوذكسي، زعموا أنهم جميعاً خرجوا ذات يوم من أديانهم، درسوا الأديان كلها، ليكتشف واحدهم من ثم أن الديانة الصحيحة، بل المذهب الصحيح، هو الذي ولد عليه. إذاً، الدين ليس حقيقة مطلقة. الدين مسألة نسبية. فمن يولد في طوكيو لا يمكن أن يكون مارونيّاً؛ لأنه لا يمكنه اعتناق شيء لا يعرفه. ومن يولد في مكة، لا يمكن أن يؤمن بأحد آلهة الهنود الحمر، للسبب ذاته؛ أما من يولد في عائلة يهودية في القدس فلا يمكن على الإطلاق أن يكون من أتباع ديانة الشنتو، لأنه لا يمكن أن يسمع بها، باستثناء قلة من اختصاصيين نادرين.

هل الله موجود؟ السؤال الأهم في تاريخ البشرية. هل تمتلك الحيوانات الراقية التي نتشارك معها في شكل وظائفنا الحيوية عدا الدماغ الذي يبدو أنه أخذ عند الإنسان منحى آخر، أي شكل من أشكال التفكير الماورائي؟ ما يظهر لنا حتى الآن، أقله في مسألة الموت، أن الحيوانات الراقية لا تمتلك أي شعور بالماوراء. إذن: إن وضع دماغ الإنسان الذي أتاح له مزيداً من الإحساس بوجوده " هو " والذي أوصله إلى اختلاق ميثة الماوراء. وفي اعتقادنا أن الموت وتفاصيله المزعجة للبشر تحديداً هو ما أوصل الإنسان إلى ميثة الماوراء. الإنسان حيوان اجتماعي. وربما أن هذا الميل الغريب عند الإنسان نحو " المجتمعية " سببه الضعف البشري الأوضح أمام التحديات الخارجية ووعي تلك التحديات. وبالمناسبة؛ زادت فردانية الإنسان مع ازدياد قوته وسيطرته على العالم: بمعنى أنه كلما ارتفعت القدرات التكنولوجية لمجتمع، كلما ارتفعت فيه نسبة الفردانية؛ والعكس صحيح. الإنسان لا يشهد موته: بل موت غيره. وفي اعتقادنا فإن ألم الأنا أمام موت الهوَ ناجم أساساً عن إحساس الخوف وحيداً في متابعة مواجهة العالم. والواقع أن طقوس الموت الشعورية تتراجع حدتها أيضاً مع ازدياد الإحساس بالفردانية. موت الهوَ يبعث في الأنا رعب الخوف من الآتي. والحقيقة أن اختلاق العلل المطمئنة هو أحد خواص الدماغ البشري. كيف؟ الإنسان كحيوان أقرب إلى الجبن، يخشى على الدوام السببيات الباعثة على الرعب. لذلك يعمل باستمرار على ابتداع سببيات تبعث على الاطمئنان الداخلي، ضمن آلية نفسية معقدة. فلو سمع أحدنا صوت انفجار بعيد، غالباً ما يحاول اختلاق سببية مطمئنة، إلا في حالات الخلل النفسي، كي يبعث في ذاته السكينة. قيامة الموتى هي أبرز السببيات المطمئنة التي لفقها الإنسان كي لا يدمر أمانه الذاتي. في بلاد القبط ( اسم مصر = مصرايم العبرية، غير دقيق ) نجد أن السكان قبل ألوف السنين كانوا يؤمنون بحياة ما بعد الموت، مع أن إيمانهم بالألوهة كان مشوشاً. مفهوم أوحد لما بعد الموت، مقابل مفاهيم عديدة للإله. ونحن هنا نرجح أن الإيمان بالقيامة سبق الإيمان بالآلهة، ومن ثم بالإله الأوحد، الذي يقال إن أخناتون أول من اخترعه. الأنا تخشى على الذات من مغادرة أبدية للهوَ عبر فعل الموت. وضمن الآلية النفسية التي يمكن أن نسميها بالسببية المزيفة، تقنع الأنا ذاتها بإمكانية عودة الهوَ للحياة. ولما كان الوقت يمر على الدوام دون أن يعود الهوَ إلى الحياة، لفقت الأنا لذاتها عالماً آخر يمكن أن تلتقي فيه مع الهوَ. وبسبب عجز الأنا عن إعادة الهوَ للعيش، تم تلفيق كيان أكثر قوة لإكمال العملية. وهكذا جاءت الآلهة، ومن بعدها الله، إلى الوجود.

تبدو اليهودية في الشرق الأدنى، مقابل الهندوسية في الهند، خزّان الأديان والمذاهب الذي خرج منه عدد غير قابل لأن يحصى من العقائد. تاريخ اليهودية ما قبل السبي غامض تماماً؛ وفي نهاية القرن العشرين ثارت معركة معرفية بين من قال إن اليهودية ( أرجح أنهم قصدوا ما قبل السبي ) جاءت من جزيرة العرب، ومن ادعى إن اليهودية فلسطينية الأصل. لكننا نعتقد أن اليهودية، بناء على التقويم العبراني، نشأت رعوية – مثل الإسلام تماماً، حيث كان التقويم قمريّاً – ثم انتقلت إلى بيئة زراعيّة، حيث تم اعتماد التقويم الشمسي. واليهودية، كديانة توفيقية، ما تزال إلى اليوم تحتفظ بالتقويمين. بل إن بعض أعياد اليهودية ( البيساح، روش هاشناه، يوم كيبور ) ما يزال رعوي السمة، في حين أن أعياداً أخرى ( مثل السوكاه، الشبعوت ) زراعية تماماً. اليهودية لم تكن على الإطلاق ديانة توحيدية كما هي الآن: التوحيد جاء في مرحلة متأخرة من تاريخ تلك الديانة. يهوه، إله العبرانيين، كان إلهاً خاصّاً بالشعب العبراني، مقابل الآلهة الأخرى التي كان كل منها يخص شعباً بعينه. كان ثمة صراع بين يهوه وإيل، أهم إله في منطقة الشرق الأدنى. والصراع التاريخي بين يصحك ( يهوه يضحك ) ويشماعإيل ( إيل يسمع )، الذي انتهى بطرد سارة الأميرة وابنها يصحاك ( اسحق ) لهاجر الجارية وابنها يشماعإيل ( اسماعيل ) من الأرض المقدسة، هو التمثيل الرمزي عبر هذه الميثة الشهيرة لانتصار يهوه على إيل. لكن الإلهين سرعان ما تصالحا فاندمجا في إله واحد، كان أبرز تمثيل له ميثة أخرى اسمها إيلياهو ( النبي اليهودي الخارق )، الذي يعني اسمه، إيل هو يهوه.

تموضع يهودية ما بعد السبي بين حضارات المدن-الدول السورية شمالاً، وحضارات الممالك الميزوبوتامية في الشمال الشرقي، والتراثات الشفوية لبدو شبه الجزيرة جنوباً، وحضارات بلاد القبط في الجنوب الغربي – كل ذلك جعل يهودية ما بعد السبي الديانة التوفيقية الأكثر غنىً بعناصر لا حصر لها من ثقافات مختلفة. وكان الدور الأهم لليهود في تلك المرحلة التوفيق بين التناقضات: تناقضات تبدو صارخة للعيان في الأسفار الأولى من كتاب العبرانيين المقدّس. دون أن ننسى الأهمية الفائقة للكتاب المقدّس العبراني في أنه حفظ لنا نسخة عبرانية عن أساطير المنطقة.

اليهوديّة أخذت معتقداتها وأساطيرها عن الأديان التي سبقتها، والتي توصم اليوم بالوثنية. بما في ذلك مفهوم خلود النفس الذي ظل بدوره محط جدل بين فئات اليهود إلى زمن متأخر، أي صراع الصدوقيين والفريسيين. ( في كتابي الجديد عن ابن ميمون مناقشة حول القيامة من منظور هذا العلامة اليهودي الأبرز، والتي تظهر أن جدل " القيامة " ظل محتدماً حتى زمن متأخر كزمن ابن ميمون ). لكن الأهم هو أن اليهودية أخرجت من رحمها، كما أشرنا في غير بحث وكتاب، ديانتين هما المسوقتان الحقيقيتان للإرث اليهودي، أي المسيحية والإسلام. إذن، باستثناء المسيحية التي أضاعت ملامحها الأصلية في عملية تيونن طويلة الأمد، اليهودية والإسلام ليسا أكثر من عقائد قديمة أضفيت عليها صبغة التوحيد.

الإلحاد وحدة والتدين شرذمة. لا إله الملحدين واحد؛ في حين يختلف أتباع الأديان والمذاهب بين بعضهم حتى القتال على شكل لإله لا وجود له. وإذا أخذنا العلاقة البيانية بين التدين والسلام فسوف نلحظ أنه كلما تناقص التدين في منطقة ما من العالم، كلما ارتفعت سوية السلم والأخلاق؛ والعكس صحيح. الأخلاق الإلحادية لا علاقة لها على الإطلاق بأخلاق الأديان، خاصة منها الشرق-أوسطيّة، التي يبدو أن الكبت بكافة أنواعه بؤرتها؛ الأخلاق الإلحادية، باعتبارها نتيجة تثاقف عالي السويّة، تتمحور حول حقوق الإنسان، حدود الإنسان مقابل الإنسان الآخر. بل يمكن القول إن معظم الفلسفات الحقوق-إنسانية التي عرفها العالم في القرن الأخير كانت إلحادية قلباً وقالباً.

قال فويرباخ ذات تأمل: " الإله هو الإنسان المتأله " – تلك هي قمة الأخلاق. المتدين في أي فعل إنساني يقترفه إنما يفعل ذلك ( غالباً ما يكون فعله الإنساني مقصوراً على بني جلدته الدينيين ) من أجل تسجيل نقاط له في دفتر يومياته الماورائي. بمعنى آخر، إذا أخذنا الفرد المسلم على سبيل المثال لا الحصر، فإن أي فعل خيري يقوم به الفرد المسلم، إنما يأتي نتيجة رغبة هذا الفرد في تسجيل نقاط له في دفاتره الأخروية تضمن له مكاناً أفضل في جنة إلهه المتخيلة؛ أي أن الفرد المسلم يستعمل الآخر كموضوع من أجل شيء ذاتي بالمطلق. في الفعل الإنساني عند المتدين، الآخر المفعول به إنسانيّاً ليس غير وسيلة لهدف ذاتوي. في الفعل الإنساني الإلحادي، الآخر الذي يقع عليه الفعل الإنساني هو الوسيلة والهدف. فالملحد لا يمتلك دفاتر أخروية يمكن أن يسجل نقاطاً لصالحه عليها من أجل آخرة مرغوب بها. إذن: الفعل الخيري عند المتدينين ليس أكثر من أنانية تحت أسماء براقة.

السويد، الدانمارك، سويسرا، فنلندا، آيسلندا، هولندا؛ مقابل الباكستان، لبنان، اليمن، إسرائيل، سوريا، مصر، إيران، العراق، دول الخليج العربي: كم يبدو إنسانيّاً أن ننتهي من الآلهة وذيولها.


نبيل فياض : كلنا شركاء


الذكورة والأنوثة


الذكورة والأنوثة

من كتاب (الأنثى هي الأصل) د.نوال السعداوي

قد بدأ علماء فسيولوجيا المخ يصلون الى فهم العمليات المركزية للسلوك في الحيوانات، بما في ذلك السلوك الخاص يالأنوثة، والسلوك الخاص بالرجولة. وهذا لاشك يمزق الحجب عن تلك القوى (الخقية سابقاً) والتي تتألف من خلايا مخية مرتبة ترتيباً تصاعدياً، وتتأثر بالهرمونات، والمؤثرات الخارجية والداخلية على حواس الانسان، والمراكز المخية الأخرى، وخلايا أرشيف ذكريات التجارب السابقة، وخلايا التجارب النفسية الجديدة. 
وقد اكتشف العلماء هنا شيئاً جديداً غريباً، ذلك أن الحالة الأصلية للعمليات المركزية المخية هي الأنثى. أي أن مخ الجنين (الهبوثلاماس – hypothalamus ) لا ينتج عنه سلوك ذكري إلا إذا تأثر بفعل الهرمونات المذكرة. ولو أن هذه الهرمونات المذكرة تعطلت بسبب أو آخر في الذكر فإن الأنوثة تحدث على الفور. ومعنى هذا أن مخ الجنسن يحتاج الى تنشيط من هرمون الذكور ليشكل أعضاء الذكر ولكنه بغير هذا التنشيط يصبح أنثى.


وهذا يتفق مع الحقيقة التشريحية، التي تقول بأنه في تطور الجنين فإن عضو الذكر يتطور من بظر أنثى، أي أن عضو الذكر ليس إلا بظراً مذكراً وقد أوضحت الدراسات الفيسيولوجية للجهاز العصبي حقيقة أن مخ الذكر ليس إلا مخ الأنثى بعد أن أصبح مذكراً بفعل الهرمون الذكري.

وقد أوجد أن القوة البيولوجية (التي كانت العامل الثالث التي قد تشكل صفات الأنوثة والذكورة) تصل في طريقها النهائي الى المخ، وقد ظهرت هذه الحقيقة في تجارب على الحيوانات، حيث يتحول المؤثر الكيميائي الكهربي الى دافع وفعل. وبدراسة بعض الحلات في الانسان وجد بعض العلماء ومنهم جون ماني (John Money) أن هذه القوة البيولوجية موجودة في الانسان أيضاً على نحو مشابه لتلك الحيوانات. وفيما يلي ملخص لبعض الحالات التي درست في الانسان:

1.    فحصت بعض الحالات المصابة بما يسمى أعراض تيرنر (Turner Sychrome) وفي هذه الحالة فإن الانسان يكون ناقص الكروموسومات. وليس لديه إلا الكروموسومات المؤنثة. وكذلك ليس لديه مبيضان ولا خصيتان. ومن المعروف أن الانسان طبيعياً يملك نوعين من الكروموسومات: الاناث عندهن كروموسومات مزدوجة من الكروموسومات (X). والذكور لديهم كروموسوم واحد (X)، وكروموسوم آخر (Y). (هذه الحروف أخذت من شكل الكروموسوم تحت الميكروسكوب). وبالرغم من أن هؤلاء الأشخاص يفتقدون الكروموسوم الذكري وكذلك يفتقدون المبيض والخصيتين التي تفرز الهرمونات الجنسية، فان نموهم التشريحي يقودهم الى أن يصبحوا اناثاً، كما سلوكهم في الحياة يكون أنثوياً، ولكنهم يميلون الى الجنس الآخر كاختيار جنسي. (heterosexual).
2.    في حالات الذكور ذوي الكروموسات (XY) فان الشخص ينمو ويتطور ويصبح امرأة طبيعية المظهر رغم نقص الهرمونات الجنسية. وهذه الحالات من الصعب شرحها بالتفصيل هنا حيث أن الكروموسومات الذكرية (Y) والأنثوية (X) موجودة، وكذلك كمية من الهرمونات الذكرية في الدم، ولكن يبدو أن أنسجة الجسم لا تتأثر التأثير الكافي بالتنشيط الذكري الذي يحدث في الذكور الطبيعيين. وتحتاج مثل هذه الحالات الى دراسات أكثر لمعرفة هل هذا التطور الأنثوي بسبب عدم تأثير المخ (الأنثوي أصلاً) بالهرمون الذكري.
3.    هؤلاء الذكور الذين يظهرون عند الولادة بأجسام طبيعية، ثم في المراهقة يكتشف أن الخصيتين تفرزان هرمون الذكور بكميات قليلة جداً منذ كان الشخص جنيناً. ومعظم هؤلاء يكتسبون صفات أنثوية منذ الطفولة أو بعدها، ويقولون انهم يفضلون أن يكونوا بناتاً.
4.    في حالات اضطراب الفص الصدغي للمخ فان عدداً من التقارير التي تتضمن اضطرابات في الشخصية (الذكورة أو الأنوثة) لم تحدث إلا في الرجال (ويكون السلوك عادة تشبه الرجل بالأنثى في الملابس)، ويحدث هذا السلوك بسبب موجات كهربية معينة تنبعث من الفص الصدغي للمخ. وقد وجد أنها تعالج أو تتحسن بأثر بعض الأدوية التي تعطى للشخص وتؤثر على هذه الموجات الكهربية.
5.    في الحالات التي تتلقى الجنين الأنثى تنشيطاً ذكرياً شديداً جين تتناول الأم أثناء الحمل كميات كبيرة من هرمون البروبترون (للوقاية من الاجهاض) فان هؤلاء الاناث يأخذن سلوك الذكور ولكنهن يفضلن الجنس الآخر كاختيار جنسي. (heterosexual).
6.    إن الغدد الفوق كلوية (adrenal) التي تفرز عدداً من الهرمونات، تفرز أيضاً جزءاً صغيراً من الهرمون الذكري. وهي مصدر الهرمونات المذكرة في الأنثى. وفي هذه الاضطرابات التي يزداد فيها نشاط هذه الغدد فان كمية كبيرة من الهرمون الذكري يفرز، وقد يحدث ذلك للجنين قبل ولادته، فيتسبب في تذكير أعضاء الجنين الأنثى، ويسلكن سلوكاً ذكرياً وان كن يحتفظن برغبتهن في الجنس الآخر. (heterosexual).
ان هذه الحقائق توصي بأن الازدواجية الجنسية في حالة الذكر، يمكن أن تعزى الى التذكير (بفعل الهرمون الذكري) الذي حدث للمخ الأنثوي أصلاً. ويعترف علماء البيولوجيا أن هذه البحوث والاكتشافات الجديدة ليست إلا ضوءاً خافتاً في ذلك الخضم الكبير المظلم المسمى بالبيولوجيا، وبالذات بيولوجيا الجنس، أو الازدواجية الجنسية، أو الذكورة  أو الأنوثة، وعملياتها المعقدة في المراكز العليا للمخ والجهاز العصبي.

والذي يتفق عليه معظم العلماء المحدثين الآن هو أنه فيما يختص بالانسان فليس هناك جنس أسمى من الجنس الآخر، وأنه إذا فرض وكان هناك جنس أسمى من جنس فإن الجنس الأسمى ليس هو الجنس الذكري بالتأكيد، وإنما هو الجنس الأنثوي بسبب تلك الحقائق البيولوجية والفسيولوجية السابق ذكرها، وكذلك الحقائق التاريخية منذ قديم الأزل، والسبق التطوري الذي أحرزته الأمومة على الأبوة بيولوجيا ونفسياً وإنسانياً.

الذكورة والأنوثة/ من كتاب (الأنثى هي الأصل) د.نوال السعداوي

الخميس، 17 فبراير 2011

القاضي يرى أن العلمانية هي الحل والمواطنين مصدر السلطات





الدولة الدينية يرفضها علم السياسة والمجتمع العالمي، والحزب الديني ترفضه المساواة بين المواطنين لتمييزه بين طائفة وأخرى.
كتب ـ محمد الحمامصي
الكتاب موجه للمسلمين بعامة والمصريين بخاصة








إن قضية الدين والدولة أو بالأحرى فصل الدين عن الدولة هي موضوع هذا الكتاب "العلمانية هي الحل" الصادر في الأول من يناير/كانون الثاني 2011 عن دار العين، للكاتب فاروق القاضي بتقدمة د. يحيي الجمل، فإذا كان الصادق الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في عهده العظيم لليهود وأهل يثرب قد عبر في هذه الوثيقة عن مجموعة مبادئ تصور المسيرة التاريخية من علاقات التجمع القبلي الكمي إلى علاقات المجتمع الحضري الكيفي، إذا كان قائد "المدينة" وصاحب الرسالة قد لمس هذا البعد التوحيدي منذ 14 قرنا، فما أحرانا اليوم في ظل الأوضاع الراهنة مصريا وعربيا وإسلاميا بمراعاة المسيرة التاريخية التي طورت المجتمع الحضري الكيفي إلى مجتمع المواطنة، فالمواطنون هم مصدر السلطات دون وساطة أهل حل وعقد، ولا مرجعية غير إرادتهم التي يعبرون عنها من خلال القوانين التي يضعونها ويستطيعون تعديلها عندما لا يجدونها محققة لمصالحهم.




وقد أكد القاضي أن "فصل الدين عن الدولة، العقيدة عن السياسة، هو فصل بين الثابت والمتغير، الدين عقيدة إيمانية بالمطلق، والسياسة صراع مصالح متعارضة يخضع لتغير الأحوال وتطور الأزمان. فصل العقيدة عن السياسة حماية للمقدسات من ضراوة الصراعات".




وقال إن كتابه هذا موجه للمسلمين بعامة والمصريين بخاصة، لأن المسيحيين في كل أنحاء العالم قد حزموا أمرهم وفصلوا الدين عن الدولة، حتى لم تبق دولة دينية غير دولة الفاتيكان الرمزية، "كما أن العلمانية عبرت المحيط وسكنت الولايات المتحدة ودول أميركا اللاتينية، ولا نسمع عن دول دينية في آسيا، حتى سوكارنو أو سوهارتو لم يعلن أيّ منهما بعد استقلال إندونيسيا أنها دولة لها دين رسمي، وكذلك الحال في إفريقيا السوداء، صهرت حركات التحرر الوطني أبناءها على اختلاف عقائدهم في معدن واحد، مع استثناءات تكاد لا تذكر، فلم تقم فيها دولة ذات دين رسمي حتى غينيا سيكوتوري (الشيخ أحمد توري) ومالي موديبو كيتا (المؤدب المعلم بخيت)، وكلاهما شيخ ومعلم مسلم، أقاما دولتين علمانيتين، ولم يدفع الانقلاب عليهما النظم التالية لتبني النقيض، بقي "شعب الله المختار" الذي أقام دولته المغتصبة بصولة السلاح وشريعة الغاب، أصر على الادعاء بعلمانية الكيان، فجعل من إسرائيل دولة اليهود وليست دولة يهودية! فإذا استطاع أن يبرئها من كونها كيانا دينيا، فهل يستطيع أن يبرئها من العنصرية؟ لا أظن".




ورأى القاضي "أن الدولة الدينية يرفضها علم السياسة والمجتمع العالمي، والحزب الديني ترفضه المساواة بين المواطنين لتمييزه بين طائفة وأخرى بمحاولته فرض شريعة لا تؤمن بها كل طوائف المجتمع. الحزب الديني ترفضه الحرية، لأن المبادئ المقدسة تلغي الحوار الحر، الحزب الديني ترفضه الأخلاق لاستعماله، العقائد السامية لتحقيق مصالح ذاتية؛ لطرحه المبادئ المطلقة واحتكار الحقيقة بديلا عن حرية الاختلاف، أو لم يربونا صغارا على "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس" هذا حتى لو صدق اليمين فما بالكم بجعل الله عرضة للجدل والصراع السياسي؟ إما أن يسكت المعارض احتراما للذات العليّة أو يضطر مرغما لتفنيد الحجة ما وسعه، وهما أمران كلاهما مر، هكذا يصبح الإسلام السياسي مشكلة للمسلمين، أصحابه وحدهم من يرون أن دينهم "دين ودولة"، مع أن واقع التاريخ يؤكد غير هذا مهما تحايلوا ومهما ألبسوا الباطل حقا، هم وحدهم من يؤسس الأحزاب القائمة على السمع والطاعة، التي لم نعد نجد لها شبيها في هذه الأيام إلا في بلاد المسلمين: في إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر والسودان والجزائر والمغرب. وفي ليبيا كتاب أخضر، ومحاكم شرعية في الصومال. أحزاب رأيها ملزم، والمعارض كافر. وكل هذا ليس من الإسلام في شيء".




وقال القاضي "كان الإسلام خاتم الرسالات، والنبي محمد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، القرآن الكتاب العربي الذي أحكمت آياته ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ليس فيه كلمة واحدة عن نظام حكم أو إقامة دولة. أكد هذا الشيخ علي عبدالرازق في (الإسلام وأصول الحكم)، وثنى عليه الدكتور محمد أحمد خلف الله في (القرآن والدولة)، لو كان في الإسلام دولة، كما يدعون اليوم، أما كانت أركان هذه الدولة وأسسها تظهر في القرآن أو السنة، أولا، تدل بيعة الصديق في السقيفة وما جرى فيها، وتعيين أبي بكر لعمر، وتكليف عمر ستة يختارون من بينهم خليفة، ألا يدل كل هذا على أن الإسلام خلو من أي دولة، ولو كان فيه لالتزم به صحابة النبي والأمناء على سره ونجواه".




وأوضح القاضي أن الثابت أنه لم تكن هنالك مرجعية لمدينة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) غير "لا ضرر ولا ضرار" و"دفع مضرة خير من جلب منفعة"، لم يدّع معرفة بكل شيء، فما هو إلا بشر. ترك كل شيء لمعرفة الناس وتجربتهم، في الاقتصاد "أنتم أدرى بشؤون دنياكم"؛ في القتال هي "الحرب والمكيدة"، بل إنه وضع أسس المواطنة والمساواة أمام القانون للنصارى واليهود، "أن يكون لهم ما لنا وعليهم ما علينا"، حتى بعض القوانين القرآنية الملزمة مثل آية "الرجم" نسخها عندما وجد أنها تفزع الناس من الإسلام، ليس هو وحده، بل مارس من جاء بعده، الإبطال على الأقل، حرصا على الصالح العام، أوردت كل هذا في عجالة لأنه ما إن غاب الصادق الأمين عن دنيا الناس حتى دبت الإضافات والادعاءات في صورة سنن موضوعة وفقه تابع لملوك وسلاطين، إضافات وادعاءات لم تلبث أن أصبحت ركنا من أركان العقيدة.




وأشار القاضي إلى أنه لم يبق خلفاء المسلمين وأمراء المؤمنين غير بضع سنين حتى قتل الخليفة عثمان رضي الله عنه (35 هـ) لأن الدين اختلط بالدولة، وأضاف "لم يقتصر الأمر على قتل الخليفة، بل نشبت الحروب التي كان أشهرها "الجمل" و"صفين"، لتتحول الدعوة المحمدية لإتمام مكارم الأخلاق إلى مُلك عضوض يتربع على قمته من حاربوا الدعوة وساموا محمدا سوء العذاب: الأمويون بقيادة معاوية (تولى 41 هـ). وكانت عقيدة خليفة المسلمين "والله لأستميلن بالمال ثقات علي، ولأقسّمن فيهم المال حتى تغلب دنياي آخرته!" سياسة بلا دين. نجله العزيز يزيد بن معاوية (60 هـ) جرد قائد جيشه مسلم بن عقبة على مدينة رسول الله الذي استباحها ثلاثة أيام في معركة "الحرة".




"فاستعرض مسلم أهل المدينة بالسيف جزرا كما يجزر القصاب الغنم حتى ساخت الأقدام في الدم وقتل أبناء المهاجرين والأنصار"، منطق دولة، وعندما تولى عبدالملك بن مروان (65 هـ) قنن أمير المؤمنين الطغيان كقاعدة للحكم في خطاب ألقاه في مسجد رسول الله، ومن على منبره، عندما قال، "ألا والله إني لا أداري أمر هذه الأمة إلا بالسيف .. والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه. فلسفة حكم!".




وقال القاضي "لئن انصرف الأمويون لدعم ملكهم بالسيف فإن الخليفة العباسي كان يتظاهر بالتقوى والورع، لكنه كان مع ذلك ذا اتجاه دنيوي مثل سلفه الشامي، فقد كان هارون الرشيد يصلي في اليوم مائة ركعة ويسفك الدم لشيء لا يستحق سفك الدم!"




كما يقول أستاذنا أحمد أمين في "ضحى الإسلام"، كل هذا علاوة على أن الخليفة كان يعبد الله وينهب عباد الله، زخرت كتب التراث بقسوة جباة المال والخراج وجشعهم، ونهم أمراء المؤمنين ونزواتهم، إذ تمادوا في شراء الجواري والإنعام على المريدين حتى أصبح الحصول على فيء البلدان المفتوحة هدف الفتوحات الأساسي وليس نشر الدين. ومن أراد تزودا أو تأكدا فليطلع على كتاب "الخراج" لأبي يوسف يعقوب، قاضي بغداد زمن الرشيد، وما رواه ابن عبد ربه في "العقد الفريد".




وحتى أجنب القارئ مشقة البحث أورد ما قاله سيد قطب، والكل يعرف من هو سيد قطب، في "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، "وفي أيام بني أمية ثم في أيام بني العباس من بعدهم، كان بيت المال مباحا للملوك كأنه ملك لهم خاص"، هذا غير ما قاله المسعودي في "مروج الذهب"، وما قاله ابن الأثير في "الكامل في التاريخ".




المصدر





الأربعاء، 16 فبراير 2011

القذافي كوميدي


القذافي يشرح معنى الديموقراطية العربية




خطاب القذافي باختصار....Qathafi speech in Libya





القذافي ريميكس











الدول العربية تتذيل قائمة دول العالم في الديموقراطية والحرية التعبير والفساد

أظهرت دراسة نشرتها مجلة الإيكونوميست البريطانية، بالتعاون مع مؤسسة "فريدوم هاوس" ووحدة الإيكونوميست المتخصصة بالديوقراطية و الشفافية، أن الدول العربية ما تزال قابعة في ذيل قائمة دول العالم في نواحي الديموقراطية، مكافحة الفساد و حرية التعبير، لتفاصيل كل دولة على حدا إضغط على الصورة للانتقال الى رابط الموضوع






الاثنين، 14 فبراير 2011

نسبة الذكور الى الاناث في العالم

آخر احصائية عالمية
نسبة الذكور الى الاناث في العالم
The world factbook



People :: WORLD
Sex ratio:
-------------
at birth: 1.07 male(s)/female
under 15 years: 1.07 male(s)/female
15-64 years: 1.02 male(s)/female
65 years and over: 0.79 male(s)/female
total population: 1.01 male(s)/female (2009 est.)

المصدر
People :: WORLD


عدد الذكور الى الإناث بالتفصيل في جميع دول العالم


نسبة الذكور الى الاناث في العالم 1.01
أي لكل 100 من الاناث هناك 101 من الذكور
تقريبا النسبة متساوية مع زيادة طفيفة في عدد الذكور


*********

هذا ما ذكر في تقرير الاحصائية للعام 2010

----- SEX RATIO :: MALE(S)/FEMALE 2010 ------

This entry includes the number of males for each female in five age groups - at birth, under 15 years, 15-64 years, 65 years and over, and for the total population. Sex ratio at birth has recently emerged as an indicator of certain kinds of sex discrimination in some countries. For instance, high sex ratios at birth in some Asian countries are now attributed to sex-selective abortion and infanticide due to a strong preference for sons. This will affect future marriage patterns and fertility patterns. Eventually, it could cause unrest among young adult males who are unable to find partners.

هذا البند يشمل عدد الذكور لكل الإناث في الفئة العمرية خمس -- عند الولادة ، وتحت 15 سنة ، 15-64 سنة ، 65 سنة وما فوق ، وبالنسبة لمجموع السكان. وبرزت نسبة الجنس عند الولادة في الآونة الأخيرة كمؤشر على أنواع معينة من التمييز على أساس الجنس في بعض البلدان. على سبيل المثال ، وتنسب الآن نسب عالية الجنس عند الولادة في بعض البلدان الآسيوية إلى الإجهاض بسبب جنس الجنين ووأد بسبب تفضيل قوي للأبناء. وسوف يؤثر هذا على أنماط الزواج في المستقبل وأنماط الخصوبة. في نهاية المطاف ، يمكن أن يسبب اضطرابات بين الذكور البالغين الشباب غير القادرين على العثور على شركاء.
___________
لنفس المصدر



*********


آخر احصائية في سوريا للعام 2010
------------------------------------------
Syria
at birth: 1.06 male(s)/female
under 15 years: 1.05 male(s)/female
15-64 years: 1.03 male(s)/female
65 years and over: 0.86 male(s)/female
total population: 1.03 male(s)/female - 2010 est

عدد الذكور الى الاناث في سوريا
عند الولادة : 1.06 ذكور/ الإناث
تحت 15 سنة : 1.05 ذكور/ الإناث
15-64 سنة : 1.03 ذكور/ الإناث
65 سنة وما فوق : 0.86 ذكور/ الإناث
مجموع السكان : 1.03 ذكور/ الإناث (2010).

النسبة 1.03 تدل على التساوي نسبياً بين عدد الذكور والاناث،
1.03 : أي لكل 100 أنثى هناك 103 ذكور في المقابل

الخميس، 3 فبراير 2011

عزاء قلبي للشعب المصري

بها دخلتَ التاريخ ومن خرم أبرة خرجتَ يامبارك
دَخلتها باطلاً وعلى رِقاب البسطاء امتطيت صهوة جوادِ الأبطال وما أنت بِفارسِها الاغر... ولم تكن خيالها في يوما ما. 

لأن الرجالُ تصونُ أوطانها وانتَ اليوم قدمت المحروسة قرباناً رخيصاً لتتملصَ لعلكَ تطهروا اخطاء الامس.وذنوبِ ثلاثين سنة
وتكملُ خروجكَ من مِحرابها بعدَ 
أن هتكتَ عُذريتها أمام العالم وفي ميدانِ التحرير...
كَانت ليلة الحناء هي ... خضبتها بدماءً لم تَشبع من حلاوة الحياة.هبت كالأعصار حين هللت لعنات الغدر .

أشترتها مِنكَ .... عندما وضعتها في مزاد البيت الابيض. مصر ياعشقُ الدنيا
بينَ الكِر والفر خبئتَ هولكَ من أبناءِ النيل ونسيت أن هؤلاء هم دم النيل.
لتتحول من الرئيس الغير مرغوب فيه الى قعقعاً ولكن
من ورق ...أختصرت الطريق الى النهاية بحفنةِ دولارات نثرتها على شِفاه الجياع من أبناء مصر لتنسج الهُتاف لكَ بعد أن كان عليك ....
كم دفعت لهم رغيف رغيفين مهما فعلت او ستفعل ستبقى انتَ المصري الذي خَرج مرؤة الرجال من قلبِ القضبان ..
بعتها ثلاث عقود زيفاً والان وانت تشد الرحال الى ماخلف التاريخ.... تركتها عاريةً في أيد باردة لاتعرفُ قيمة الثرى ولاتفهم لُغةِ الارض حين تتكلمُ العربية... بين الارداف نثرتَ جروحاً مصريةُ حتى الصميم. اتيت علىَ هودجِ التاريخ وخرجتَ من خِرم....أبرة


شيرين سباهي 


An Open Group

لا يعيبه شيء!!


كنا نتحدث في جلسة عائلية ونحن نشاهد تلك الأوضاع المتأزمة في مصر.. وفي سياق حديثنا.. ذكر أحدنا أن ما آلت اليه البلاد هو بسبب الفلتان والفساد وانتشار الدعارة والنساء.. قلت ان من المعيب أن توصف تلك البلاد بالعموم.. ثم من الذي يروج للدعارة.. ومن المسؤول؟ .. هل هن الفتيات؟ ام الرجال؟
لمن تنشأ تلك الدور وتلك الحانات؟ ومن يدعمها.؟؟؟
قلت ان التاريخ يشهد أن الرجال هم أول من بدأ بتلك الفكرة الداعرة وسوق لها
ذكرت الفيلسوفة الفرنسية سيمون دي بوفوار في كتابها (الجنس الآخر)
وقد عرفت الشعوب البدائية البغاء المقدس. يروي هيرودوت أن المرأة في بابل كانت مضطرة أن تستسلم مرة في حياتها ضمن المعبد. ثم استحال البغاء المقدس الى بغاء قانوني حين وجدت طبقة الكهنوت فيه وسيلة للاغتناء. ففي الجزر اليونانية مثلا:
كانت المومسات يستسلمن للغرباء. أما الأموال المحصلة فكانت تخصص للعبادة أي للكهان وبصورة غير مباشرة لتأمين مصاريفهم. وقد جعل صولون من البغاء مؤسسة رسمية فكانت الجواري الأجنبيات يقبضن أجورهن المحددة أما الارباح الفائضة فتعود الى الدولة، ثم انضمت اليهن اليونانيات الفقيرات.


نعم.. هذه هي قباحة أخلاق الرجال الذي يبيح لنفسه ممارسة الرذيلة مع الساقطات بمقابل مادي..
قلت ان المرأة لا تبيع نفسها لأجل المال ولا تسترخص جسدها بثمن بخس..
لو أنها لا تعلم يقيناً ان هناك من يلهث كي يغنم دقائق من المتعة مع جسد عارِ لما استغلت هذا الشي للكسب المادي.
هكذا تربى الرجل بأن لا يحاسب على شيء ولا يعيبه شيء ولا يأثمه شيء... يلبي رغباته الجسدية بأي طريقة أتيحت له، بل ويتفاخر دون أي ضابط أو رادع أو تقبيح من المجتمع.
نعم ان الرجل هو السبب في ذلك، لو أن كل رجل يحترم نفسه وأهله وعائلته وبيته وزوجته وأبناءه لما فعل ذلك ولما سمح بهذه الأمور أن تصل لتلك المواصيل التي آلت اليها الآن.
لماذا لا يحاسب المجتمع العربي الرجل كما يحاسب المرأة؟؟
مجالس الرجال كلها تتحدث عن النساء ومغامرات هذا مع هذه وتلك.. وكيف فضح فلانة وانتهك عرض علانة !! ويصفق له الرجال.. لماذا لا يجرأ أحد بتعنيف هؤلاء وتأديبهم؟ لماذا لا يعاب على الرجال أحاديثهم عن الغانيات والزانيات؟


هناك من الرجال من ينعت هؤلاء بالشواذ لكن لماذا لا يحاسبهم المجتمع؟
نعم الرجل هو من جر الدعارة لـ بلادنا العربية وهو السبب بانتشارها وليس النساء.
لو أن كل رجل يحترم نفسه وينضبط بالآداب لما وجدت تلك الغانية سوق لها !!!! يا عباد الشهوات والآثام
تستقبحون أفاعيل أنتم مرتكبوها... كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته !!
ثم يقولون النساء !!! كلا بل أنتم لا ضابط لكم .. لا أخلاق ولا مبادئ ولا حتى أعراف !!!
لا يعيبه شيء .. بل يعيبه كل شيء لأننا أصبحنا مهزلة التاريخ بقيادة هكذا رجال
نعم الرجل العربي يعيبه كل شيء لأننا ما زلنا دول العالم الثالث.. أين أنتم من الحضارة المعاصرة؟
ماذا فعلتم بنا.. نحن النساء نحاسبكم الآن.. أنتم من جررتم الهزيمة لبلادنا..
ألستم من تقودوها..؟؟ أليست المجتمعات العربية ذكورية ولا تقاد إلا بالرجال؟؟؟؟
ماذا أنجزتم في ركب الحضارة؟ لماذا لم تحقق تلك الثقافة الذكورية التي (لايعيبها شيء) أي شيء؟؟؟
نعم لم تحقق أي شيء !!
يا من لا يعيبك شيء.. أنت لم تحقق أي شيء!!